معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2014 - لمحات ومقتطفات
نظمت الدورة السادسة والستين لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب من الثامن إلى الحادي عشر من أكتوبر للسنة الجارية. وقد شهد المعرض حضور أزيد من 7000 عارض من حوالي مائة دولة. وكان ضيف الشرف لهذا العام دولة فنلندا التي سجلت حضورها بجناح كامل، بينما تمحور برنامج هذه الدورة حول التغيرات التي أحدثتها التكنولوجيا الرقمية على قطاع النشر، بالإضافة إلى مواضيع أخرى كالفنون والإبداع القصصي.
استقبلت مدينة "فرانكفورت أم ماين" معرض الكتاب الدولي من يوم اﻷربعاء 8 أكتوبر إلى يوم اﻷحد 11 أكتوبر 2014، حيث خصصت اﻷيام الثلاثة اﻷولى للزوار
المتخصصين، بما في ذلك الكتاب والمترجمين والعاملين في قطاع النشر، فيما فُتحت اﻷبواب لعموم الزائرين خلال نهاية اﻷسبوع. وقد أقيم المعرض على عدة مباني شمل كل واحد منها عدداً معيناً من القاعات، بالإضافة إلى منصات مخصصة لاستضافة الحوارات مع العديد من اﻷدباء والمفكرين.
بمجرد عبورك للرواق الرئيسي واجتياز لافتة الاتجاهات، سوف تصل للممرات الفرعية المؤدية إلى مختلف القاعات، فإن اختَرتَ البدء باليمين كما فعل كاتب هذه السطور، فإنك ستجد نفسك في قاعة دور النشر الدولية، حيث سيتسنى لك الاطلاع على مستجدات الدور الأجنبية والعربية، واكتشاف آخر التطورات التقنية التي لحقت بعالم النشر لتوسيع دائرة القراء. فبالإضافة إلى الكتب الإلكترونية والمحتويات المُصمَّمة للقارئات الرقمية، فإن السنوات الأخيرة قد شهدت ظهور العديد من الشركات المتخصصة في تطوير التطبيقات البرمجية التفاعلية التي تعرف إقبالاً كبيراً في المجال التعليمي. أما إن اخترت التوجه لليسار، فإن محطتك اﻷولى ستكون هي قاعة اﻷعمال الروائية والموضوعية، والتي تضم أقساماً فرعية أخرى كقسم القصص المصورة والوسائط الموجهة للأطفال والشبان.
من بين اللقاءات التي احتضنتها قاعة اﻷعمال الروائية والموضوعية، تجدر الإشارة بالخصوص إلى اللقاء الذي تم إجراؤه مع الكاتبين جي فيي وأندريا موليسيني تحت عنوان "اليوتوبيا والواقع: اكتشاف الحقيقة عبر اﻷدب القصصي"، حيث تطرق الكاتبان إلى قدرة اﻷدب القصصي على خلق أبعاد جديدة لسبر أغوار الواقع واستيعاب العالم المحيط بنا وفق قراءة مُغايرة للمفاهيم السائدة. وفي فعالية أخرى، قرأ الصحافي والكاتب ماركوس ديكر مقتطفات من كتابه المُعنون "الوطن الثاني: ألمان الغرب في شرق ألمانيا"، والذي يحكي فيه بشكل مُسَلّ وشيّق عن مواطنين غادروا غرب الجمهورية للاستقرار بجزئها الشرقي، وعن اﻷفكار النمطية التي لا زالت مترسخة في اﻷذهان رغم مرور كل هذه السنوات عن انهيار الجدار. أما في القاعة المجاورة، فقد شاركت العديد من دور النشر والشركات المتخصصة في المؤلفات العلمية وتكنولوجيا النشر، حيث نظمت العديد من الندوات وأوراش العمل التي تناولت مواضيع مختلفة كاستخدام البرمجيات المفتوحة المصدر في تقنيات النشر ودور الدلالات التوصيفية واللغة المقيدة في تحسين الروابط الدلالية، واستخدام وسائل الطباعة عند الطلب والنشر الذاتي.
وفي مجال التطبيقات المستقبلية، قدمت دار نشر Éditions Révolte لمجموعة SCI أول رواية تستخدم تكنولوجيا الواقع المُعزَّز وتقنية QRCube التي تسمح للمستخدم برؤية فيديوهات إخبارية عن مواضيع مختلفة. أما فيما يخص ضيف الشرف فنلندا، فقد حظيت رواية "اﻷيدي الخفية" لكاتبها فلي تيتافنين باهتمام كبير من قبل الجمهور الحاضر، كما كان توماس بيكيتي، صاحب كتاب رأس المال في القرن الحادي والعشرين، أحد أبرز نجوم لقاءات هذه الدورة، حيث تحدث الباحث الاقتصادي عن اتساع هوة التفاوت بصورة حادة في دول الشمال بشكل أضحى يهدد استقرار الديمقراطية وقيم العدالة الاجتماعية.
وبعيداً عن أجواء اللقاءات والحوارات، خُصّص فضاء خاص لعشاق الكتب والمخطوطات العتيقة، حيث أزيل الستار عن مؤلفات لم ترها أعين الزوار من قبل، فيما شهدت نهاية اﻷسبوع وفود أفواج كبيرة من الزائرين من كافة الفئات واﻷعمار. كما استقطب الجناح الياباني حشوداً كبيرة من محبي المانغا الذين توافدوا على المكان بأزياء مماثلة ﻷبطالهم.
